31 يوليو 2014

باب ما جاء في أن كفر الجهمية أعظم من كفر اليهود والنصارى

باب ما جاء في أن كفر الجهمية أعظم من كفر اليهود والنصارى


قال سعيد بن عامر : [ هُمْ شَرٌّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْأَدْيَانِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ عَلَى الْعَرْشِ وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ ]

وكان ابْنَ الْمُبَارَكِ وَمُوسَى بْنَ أَعْيَنَ , يَقُولَانِ: [ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ أَكْفَرُ مِنْ هُرْمُزَ ]

قال عبد الله ابْن الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ: [ إِنَّا لَنَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى , وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْجَهْمِيَّةِ ]

قال ابن بطة [ وَصَدَقَ عَبْدُ اللَّهِ فَإِنَّ الَّذِي تُجَادِلُ عَلَيْهِ هَذِهِ الطَّائِفَةُ الضُّلَّالُ، وَتَتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ قَبِيحِ الْمَقَالِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَتَحَوَّبُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسُ عَنِ التَّفَوِّهِ بِهِ ]

وقال الدارمي: [  وصدق ابن المبارك إن من كلامهم ما هو أوحش من كلام اليهود والنصارى فلذلك رأى أهل المدينة أن يقتلوا ولا يستتابوا ]

قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: [ مَا الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بِأَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ فِرْيَةً مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ ]

وقال: [  مَا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَلَدًا أَكْفَرَ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَتَكَلَّمْ، وَقَالَ احْذَرُوا مِنَ الْمَرِيسِيِّ وَأَصْحَابِهِ فَإِنَّ كَلَامَهُمُ الزَّنْدَقَةُ، وَأَنَا كَلَّمْتُ أُسْتَاذَهُمْ فَلَمْ يُثْبِتْ أَنَّ فِي السَّمَاءِ إِلَهًا ]

قال عَبْد اللَّهِ بْن إِدْرِيس، [ مَنْ قَالَ:  الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَدْ أَمَاتَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا.
 ثُمَّ قَالَ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسُ هُمْ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَقُولُ:  الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ]

قال الإمام البخاري: [ نَظَرْتُ فِي كَلاَمِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَضَلَّ فِي كُفْرِهِمْ مِنْهُمْ  ]

قال الإمام عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ : [  مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَقَدِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ، وَقَالَ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ تَقُلْهُ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى ]

وقال: [  وَمَنْ قَالَ : هَذَا فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْكُفْرِ إِلاَّ وَهُوَ دُونَهُ ، وَمَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ قَالَ عَلَى اللهِ مَا لَمْ تَقُلْهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَمَذهَبُهُ التَّعْطِيلُ لِلْخَالِقِ ]

وقال أبو عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ: [ مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ شَرٌّ مِمَّنْ قَالَ : {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}  جَلَّ اللَّهُ وَتَعَالَى؛ لِأَنَّ أُولَئِكَ يُثْبِتُونَ شَيْئًا , وَهَؤُلَاءِ لَا يُثْبِتُونَ الْمَعْنَى]

وقال الإمام الدارمي: [  لقد سببتم الله بأقبح ما سبه اليهود ] (استفدت هذا النص من بعض الإخوة) ]

قال ابن خزيمة [  الْمُعَطِّلَةُ الْجَهْمِيَّةُ: الَّذِينَ هُمْ شَرٌّ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ]

وقال: [  مَنْ أَنْكَرَ رُؤْيَةَ الْمُؤْمِنِينَ خَالِقَهُمْ يَوْمَ الْمَعَادِ، فَلَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ، عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلْ هُمْ أَسْوَأُ حَالًا فِي الدُّنْيَا عِنْدَ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى، وَالْمَجُوسِ]

قال الإمام الطبراني: [  من قال: إنه مخلوق، فهو شر من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان   ]

قال التيمي الأصبهاني والزنجاني الشافعي [  وَالْجَهْمِيَّةُ لَا تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَهَا بِوُجُودِ ذَاتِهِ فَهُمْ أَعْجَزُ فَهْمًا مِنْ فِرْعَوْنَ بَلْ وَأَضَلُّ ]

قال عبد الغني المقدسي الإمام: [  واعلم ـ رحمك الله ـ أن الإسلام وأهله أتو من طوائف ثلاث فطائفة ردت أحاديث الصفات وكذبوا رواتها، فهؤلاء أشد ضرراً على الإسلام وأهله من الكفار.وأخرى قالوا بصحتها وقبولها، ثم تأولوها ، فهؤلاء أعظم ضرراً من الطائفة الأولى ]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: [  وقد كان سلف الأمة وسادات الأئمة يرون كفر الجهمية أعظم من كفر اليهود كما قال عبد الله ابن المبارك والبخاري وغيرهما ]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية [ وقال غير واحد من الأئمة: إنهم أكفر من اليهود والنصارى ]

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: [  ومن العجب أن الجهمية من المعتزلة وغيرهم ينسبون المثبتين للصفات إلى قول النصارى، كما قد ذكر ذلك عنهم أحمد وغيره من العلماء.
وبهذا السبب وضعوا على ابن كلاب حكاية راجت على بعض المنتسبين إلى السنة، فذكروها في مثالبه.
 وهو أنه كان له أخت نصرانية، وأنها هجرته لما أسلم، وأنه قال لها: أنا أظهرت الإسلام لأفسد على المسلمين دينهم، فرضيت عنه لأجل ذلك.
 وهذه الحكاية إنما افتراها بعض الجهمية من المعتزلة ونحوهم، لأن ابن كلاب خالف هؤلاء في إثبات الصفات، وهم ينسبون مثبتة الصفات إلى مشابهة النصارى، وهو أشبه بالنصارى.
 لأنه يلزمهم أن يقولوا: إنه في كل مكان، وهذا أعظم من قول النصارى، أو أن يقولوا ما هو شر من هذا، وهو أنه لا داخل العالم ولا خارجه.
 ولهذا كان غير واحد من العلماء كعبد العزيز المكي وغيره، يردون عليهم بمثل هذا، ويقولون: إذا كان المسلمون كفروا من يقول: إنه حل في المسيح وحده، فمن قال بالحلول في جميع الموجودات أعظم كفراً من النصارى بكثير.
وهم لا يمكنهم أن يردوا على من قال بالحلول، إن لم يقولوا بقول أهل الإثبات، القائلين بمباينته للعالم فيلزمهم أحد الأمرين: إما الحلول، وإما التعطيل، والتعطيل شر من الحلول ]

فنص على أن قول معطلي العلو من الأشاعرة والجهمية أعظم كفرا من قول النصارى فتأمل!

قال الإمام ابن القيم في الرد على الأشعرية المتأخرين كالرازي وابن العربي وأمثالهما: [  إن هذا القول الذي قاله أصحاب هذا القانون لم يعرف عن طائفة من طوائف بنى آدم، ولا طوائف المسلمين، ولا طوائف اليهود والنصارى، ولا عن أحد من أهل الملل قبل هؤلاء، وذلك لظهور العلم بفساده ]

وقال: [  قال السلف الذين بلغتهم مقالة هؤلاء أنهم شر قولا من اليهود والنصارى، وقالوا إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكى كلام هؤلاء. وقالوا إنهم مليشون معطلون نافون للمعبود عز وجل.
 [ مليشون] أي يصفونه بصفة لا شي ء  ]

وقال عن قانون الأشاعرة: [  فتأمل هذا البنيان الذي بنوه والأصل الذي أصلوه هل في قواعد الإلحاد أعظم هدما منه لقواعد الدين وأشد مناقضة منه لوحي رب العالمين وبطلان هذا الأصل معلوم بالاضطرار من دين جميع الرسل وعند جميع أهل الملل ]

قال مفتي علماء نجد في وقته العلامة عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن: [ قال العلماء الأعلام، أن المرتدين ممن ادَّعى أنه من أمة محمد،وانتسب إليه من كافر، وجاحد للصفات، أو مُسْتَحِلٍّ للمحرمات، ومُسْقِطٍ للشرائع، كالإسماعيلية، والنصيرية، والجهمية، وأشباههم ممن يَدَّعى أنهم من هذه الأمة، أعظم كفرًا من اليهود والنصارى ]

هذا وصلى الله على محمد وعلى آل وصحبه وسلم

كتبه  :
 أبو موسى الروسي عفا الله عنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق