04 سبتمبر 2014

كلام حسن في معنى الجزية

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:



قال الكيا الهراسي الأشعري في (أحكام القرآن): "إذا قال القائل: كيف يجوز العدول عن استئصال الكفار وتطهير الأرض منهم إلى تعزيزهم في ديارنا ونصرتهم بأنفسنا وأموالنا مع عظيم كفرهم، ومع قوله تعالى: (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) » ، ثم يعصم ماله بقدر يسير، وهل هذا إلّا كالرضا بكفرهم، وتمهيد أسبابه لهم فيقال في إبطال ذلك: إن قتل الكافر مؤيس من التوبة، وإذا ترك بشريطة الجزية فيلحقه من الذل ما يضجره ويحمله على الإسلام، هذا مع نفع يعود إلى  المسلمين، ومع مخالطة الكافر للمسلمين الداعية له إلى تدبر أدلة الإسلام وهذا المعنى لا فرق فيه بين طائفة وطائفة، إلا أنه يمكن أن يقال: إن قتل من لا كتاب له أقرب إلى تعظيم أمر الدين، ولأن أهل الكتاب أقرب إلى تدبر معاني الكتاب لتقارب ما بين الأديان وتشاهدها على صدق نبينا صلّى الله عليه وسلم، فيجوز أن يكون الأصحاب بالجزية أقرب إلى إيمان أهل الكتاب منه إلى غير أهل الكتاب"

وهذا كلام نفيس في معنى الجزية والحكمة منها وهو يبين غلط بعض الملحدين الذين يسوون بين الجزية والضريبة ويقولون إنها ضريبة للتخلص من الخدمة العسكرية وأن الخدمة العسكرية صارت الآن عامة فلا معنى للجزية 

والله أعلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق