22 سبتمبر 2014

اختلاف التنوع في التفسير وجهل كثير من المعاصرين به


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

قال محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى (في السنة ص.1): وسمعت إسحاق يقول في قوله (وأولي الأمر منكم) قد يمكن أن يكون تفسير الآية على أولي العلم وعلى أمراء السرايا لأن الآية الواحدة يفسرها العلماء على أوجه وليس ذلك باختلاف 
وقد قال سفيان بن عيينة ليس في تفسير القرآن اختلاف إذا صح القول في ذلك وقال أيكون شيء أظهر خلافا في الظاهر من الخنس 
قال ابن مسعود هي بقر الوحش 
 وقال علي هي النجوم 
 قال سفيان وكلاهما واحد لأن النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل والوحشية إذا رأت إنسيا خنست في الغيضان وغيرها إذا لم تر إنسيا ظهرت قال سفيان فكل خنس 
 قال إسحق وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم في الماعون يعني أن بعضهم قال هو الزكاة وقال بعضهم عارية المتاع 
قال وقال عكرمة الماعون أعلاه الزكاة وعارية المتاع منه 
 قال إسحاق وجهل قوم هذه المعاني فإذا لم توافق الكلمة الكلمه قالوا هذا اختلاف 
وقد قال الحسن وذكر عنه الاختلاف في نحو ما وصفنا فقال إنما أتى القوم من قبل العجمة" هـ المراد


وقد أبان هذا المعنى أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية إذ قال: "الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، وذلك صنفان:
أحدهما: أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة كما قيل في اسم السيف: الصارم والمهند..
الصنف الثاني: أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل، وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه، مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى [لفظ الخبز] فأرى رغيفًا، وقيل له: هذا، فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى هذا الرغيف وحده.." ثم ضرب الأمثلة الكثيرة لذلك انظر المقدمة في أصول التفسير 13-14 

فتأمل قول الحسن "إنما أتى القوم من قبل العجمة.." فالعجمة قد تكون في اللسان وقد تكون في الفهم

فما أكثر هؤلاء الجهال الأعاجم في هذا العصر يجهلون أصول العلوم ثم يأتون إلى المسائل فيتكلمون بجهلهم ويهدمون إجماعات السلف

ومن هذا الضرب صنف من الجهلة وصنيعهم في تفسير المقام المحمود فكلما رأى أحدهم تفسير أحد من السلف له بأنه شفاعة قال "الإمام فلان لا يقول بأثر مجاهد أنه إجلاس على العرش" ويضرب بالإجماع الذي نقله الإمام أحمد وإسحاق بن رهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام وأبو داود وغيرهم من كبار أئمة السلف أرض الحائط فالله المستعان والسلف لم يختفلوا فيه البتة لكن فسروه بأفراده فالمقام المحمود هو الشفاعة وهو كذلك أن الله يجلس نبيه صلى الله عليه وسلم على العرش معه ولا تعارض بين هذا وذاك كما بينه الطبري وابن أبي شيبة وغيرهما من السلف بل وحتى السخاوي الجهمي قال في القول البديع ص. 194: "لا تنافي بينها لإحتمال أن يكون الإجلاس علامة الأذن في الشفاعة.."

فمن أنكر ذلك بعد بلوغ الحجة الكافية فهو رجل مخالف لسبيل المؤمنين موافق لضلال الجهمية

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق