10 ديسمبر 2016

الرد على خالد الغامدي في تأويل قول الله تعالى "إنك لا تهدي من أحببت" وجعل مطلق محبة كافر ردةً!

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
 
 
قال خالد الغامدي هداه الله في شرحه على نواقض الإسلام ما مضمونه أن مطلق المحبة للكفار ردة وأن تقسيم المحبة على طبيعة ودينية قول المبتدعة الإرجائي فقال: "أما آية إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء فالمقصود من أحببت هدايته لا أحببته" هـ من شرحه

قلت: هذا كلام باطل خارجي مخالف لمسلك جميع الأئمة في تأويل هذه الآية

أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة: " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ يَعْنِي: أَبَا طَالِبٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ يَعْنِي: الْعَبَّاسَ"

قال الطبري : "(إِنَّكَ) يا محمد (لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) هدايته (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) أن يهديه من خلقه، بتوفيقه للإيمان به وبرسوله. ولو قيل: معناه: إنك لا تهدي من أحببته لقرابته منك، ولكن الله يهدي من يشاء، كان مذهبا"

قال الفراء وقوله: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [56] يكون الحبّ عَلَى جهتين هاهنا:
إحداهما: إنك لا تهدي من تُحبَّه للقرابة.
والوجه الآخر يريد: إنك لا تهدي من أحببت أن يَهتدي "

قال ابن نحاس: "يجوز أن يكون معنى من أحببت أن تهدي ويجوز أن يكون المعنى من أحببت لقرابته"

قال المواردي: "فيه وجهان: أحدهما: من أحببت هدايته. الثاني: من أحببته لقرابته , قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن: نزلت في أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم"

قال السمعاني والبغوي: "أَي: من أَحْبَبْت أَن يَهْتَدِي، وَقيل: من أحببته لِقَرَابَتِهِ "

فأنت ترى أيها القارئ أن الأئمة عند تفسير الآية يذكرون التفيسرين من غير إنكار لأحدهما ويجعلون كل وجه محتملا في تفسير الآية ولا يستنكرون محبة كافر للقرابة من أصلها إنما يرجحون هل هذا هو المقصود في هذه الآية أم لا

ثم يأتي هذا الرجل ويزعم أن هذا القول قول المبتدعة الإرجائي فيا للمصيبة للمتعلمين من قراءة مثل هذه الشروح!

وفي الترجيح بين التفسيرين يقال: الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الهداية لعموم الناس فلو كانت الآية على هذا الوجه لما كان للتخصيص هنا معنى

لكن المقصود هنا من أحببته لقرابته بدليل نزول الآية في أبي طالب وما عرف من علاقة النبي معه وشدة حرصه على إسلامه

فيكون النبي صلى الله عليه وسلم واقعا في ناقض من نواقض الإسلام عند خالد الغامدي ويكون وقوعه فيه محتملا عند الصحابة والتابعين وأئمة التفسير لا يستحق التفاتا ولا إنكارا والله المستعان

ثم يقال له هل يُعقل أن الرجل يعيش مع زوجته النصرانية يباشرها ويجامعها ولا يحبها محبة طبيعية تكون بين رجل وزوجته؟ طبعا لا يعقل البتة ثم لو قُدر ذلك نظريا لكان عيشه معها أعظم مظنة لوقوع هذا "الناقض"! والشرع لا يأتي بإباحة مثله البتة! 

ثم يقال لهذا المتعالم من قبلك ذكر أن مطلق محبة كافر ولو طبيعية تكون كفرا مناقضا للإسلام؟ فسموا لنا رجالكم ولن تفعلوا إلا أن يكون ذا خويصرة وأمثاله من أسلافكم

والله المستعان وإليه المشتكى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق