09 مارس 2024

الرد على أحمد السويلم بتره الفاحش لكلام أهل العلم

 

  بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:


البتر الفاحش لكلام أهل العلم انتصارا للأطروحات الحركية!

هذا الكلام لأحمد السويلم نشره الكثير منهم د. عامر بهجت والشيخ القعيمي

أحم السويلم

•| من أدب الخلاف في مسائل الاعتقاد ومشكلة عرض الخلاف على العامة |•

بعد أن تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مسألة رؤية الله ﷻ في الآخرة والخلاف في رؤية الكفّار له سبحانه.. ذكر كلامًا نفيسًا في أدب الخلاف في مسائل الاعتقاد فيه عبرة لكل عاقل.

✍🏻 قال رحمه الله:
«…وإنما الغرض بيان أن هذه المسألة ليست من المهمات التي ينبغي كثرة الكلام فيها وإيقاع ذلك إلى العامة والخاصة حتى يبقى شعارا ويوجب تفريق القلوب وتشتت الأهواء….
وهنا آداب تجب مراعاتها:
منها: أن من سكت عن الكلام في هذه المسألة ولم يدع إلى شيء فإنه لا يحل هجره وإن كان يعتقد أحد الطرفين؛ فإن البدع التي هي أعظم منها لا يهجر فيها إلا الداعية؛ دون الساكت فهذه أولى.
 
👈🏻 ومن ذلك: أنه لا ينبغي لأهل العلم أن يجعلوا هذه المسألة محنة وشعارا يفضلون بها بين إخوانهم وأضدادهم؛ فإن مثل هذا مما يكرهه الله ورسوله ﷺ.

👈🏻وكذلك لا يفاتحوا فيها عوام
المسلمين الذين هم في عافية وسلام عن الفتن ولكن إذا سئل الرجل عنها أو رأى من هو أهل لتعريفه ذلك ألقى إليه مما عنده من العلم ما يرجو النفع به» اهـ.

📚 مجموع الفتاوى ٤٩٤/٦
انتهى كلام السويلم


والمشكلة أن فيه بترا فاحشا لكلام ابن تيمية!

وإليكم كلام ابن تيمية كما هو

قال ابن تيمية:

وإنما الغرض بيان أن هذه " المسألة " ليست من المهمات التي ينبغي كثرة الكلام فيها وإيقاع ذلك إلى العامة والخاصة حتى يبقى شعارا ويوجب تفريق القلوب وتشتت الأهواء . وليست هذه " المسألة " فيما علمت مما يوجب المهاجرة والمقاطعة ؛ ❗️فإن الذين تكلموا فيها قبلنا عامتهم أهل سنة واتباع ❗️وقد اختلف فيها من لم يتهاجروا ويتقاطعوا كما اختلف الصحابة رضي الله عنهم - والناس بعدهم - في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا وقالوا فيها كلمات غليظة كقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية . ومع هذا فما أوجب هذا النزاع تهاجرا ولا تقاطعا . وكذلك ناظر الإمام أحمد أقواما من أهل السنة في " مسألة الشهادة للعشرة بالجنة " حتى آلت المناظرة إلى ارتفاع الأصوات وكان أحمد وغيره يرون الشهادة ولم يهجروا من امتنع من الشهادة ؛ إلى مسائل نظير هذه كثيرة .

والمختلفون في هذه " المسألة " أعذر من غيرهم أما " الجمهور " فعذرهم ظاهر كما دل عليه القرآن وما نقل عن السلف ؛ وأن عامة الأحاديث الواردة في " الرؤية " لم تنص إلا على رؤية المؤمنين وأنه لم يبلغهم نص صريح برؤية الكافر ووجدوا الرؤية المطلقة قد صارت دالة على غاية الكرامة ونهاية النعيم . وأما المثبتون عموما وتفصيلا فقد ذكرت عذرهم وهم يقولون : قوله : { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } هذا الحجب بعد المحاسبة ؛ فإنه قد يقال : حجبت فلانا عني وإن كان قد تقدم الحجب نوع رؤية ؛ وهذا حجب عام متصل وبهذا الحجب يحصل الفرق بينهم وبين المؤمنين ؛ فإنه سبحانه وتعالى يتجلى للمؤمنين في عرصات القيامة بعد أن يحجب الكفار كما دلت عليه الأحاديث المتقدمة ثم يتجلى لهم في الجنة عموما وخصوصا دائما أبدا سرمدا . ويقولون : إن كلام السلف مطابق لما في القرآن ثم إن هذا النوع من " الرؤية " الذي هو عام للخلائق قد يكون نوعا ضعيفا ليس من جنس " الرؤية " التي يختص بها المؤمنون ؛ فإن " الرؤية " أنواع متباينة تباينا عظيما لا يكاد ينضبط طرفاها

 وهنا آداب تجب مراعاتها : منها : أن من سكت عن الكلام في هذه المسألة ولم يدع إلى شيء فإنه لا يحل هجره وإن كان يعتقد أحد الطرفين ؛ فإن البدع التي هي أعظم منها لا يهجر فيها إلا الداعية ؛ دون الساكت فهذه أولى

ومن ذلك : أنه لا ينبغي لأهل العلم أن يجعلوا هذه المسألة محنة وشعارا يفضلون بها بين إخوانهم وأضدادهم ؛ فإن مثل هذا مما يكرهه الله ورسوله .

وكذلك لا يفاتحوا فيها عوام المسلمين الذين هم في عافية وسلام عن الفتن ولكن إذا سئل الرجل عنها أو رأى من هو أهل لتعريفه ذلك ألقى إليه مما عنده من العلم ما يرجو النفع به ؛

‼️‼️ بخلاف الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة فإن الإيمان بذلك فرض واجب ؛ لما قد تواتر فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلف الأمة

انتهى النقل من مجموع الفتاوى

فشيخ الإسلام يتكلم عن مسألة خلافية اجتهادية بين أهل السنة والجماعة التي تباين فيها أراء أهل السنة والاتباع فينهى فيها عن التشديد في الاختلاف وتفريق كلمة المسلمين وإلقائها بهذا الشكل على العامة الذين هم في العافية من الفتن

ثم فرق الشيخ بين هذه المسألة وبين مسألة رؤية المؤمنين ربهم التي هي من أعظم مسائل الإيمان! فقوله :"بخلاف الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة" يعني أن كل الأحكام التي سبقت لا تتعلق بهذه المسألة لأنها عظيمة والإيمان بها فرض واجب

فماذا فعل السويلم ومن نشر له؟

جعلوا الأحكام التي ذكرها الشيخ منطبقة على جميع مسائل الاعتقاد!! إذ قال السويلم: "وذكر كلاما نفيسا في أدب الخلاف في مسائل الاعتقاد فيه عبرة لكل عاقل"

وحذف تقييدات وتعليلات الشيخ وحذف قوله "خلاف الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة"

فهل هناك تدليس أفحش من هذا؟

وهذا التصرف يظهر مراد صاحب المنشور ومن أيده على علم وأنهم يريدون أن يجعلوا جميع مسائل العقيدة اجتهادية خلافية لا تطرح للعامة وهذا عين رؤية مدرسة المنار التي تكلم عنها شيخنا في دردشته

نسأل الله العافية

أقول ختاما للشيخ القعيمي الذي يحذر من مشايخ الشاشات قائلا: " شيوخ الشاشات أو له شيخ شاشة وكمبيوتر ! يا من يتبعهم ويصدقهم وينشر كلامهم اسأل شيخك إذا أتى بشيء، خاصة الكلام في أهل العلم: أنى لك هذا؟ ومن درست عنده؟ ومن تتلمذت عليه ؟ العلم لايؤخذ إلا بالتلقي كابرا عن كابر"

هل هذا هو العلم الذي أخذتم كابرا عن كابر؟

ثم يقول: "أما أن يكون من القراءة ونشر  كل ما يُقرأ ويخرج بعضهم بنتائج لم يخرج بها شيخ الإسلام"

فهل هذه هي نتائج خرج بها شيخ الإسلام؟

والله إني متأسف على رجل فاضل ذكي له آلة فقهية ويد في تيسير العلوم يفعل مثل هذه الأفاعيل بسبب الهوى والمقدمات المنارية في النفس

وما بحثكم عن موقف الحنابلة من أبي حنيفة عنا ببعيد! بحث ليس فيه ذكر لحنبلي قبل القرن السابع فكأن الحنابلة المتقدمين لم يكن لهم وجود!

أما مسألة طرح أصول مسائل الاعتقاد للعامة فابن تيمية سود مئات الصفحات في بيان مشروعية ذلك! منه ما قاله في التسعينية فقال:

 الوجه الحادي عشر:
إن سلف الأمة وأئمتها ما زالوا يتكلمون ويفتون ويحدثون العامة والخاصة بما في الكتاب والسنة من الصفات، وهذا في كتب التفسير والحديث والسنن أكثر من أن يحصيه إلّا الله، حتى إنه لما جمع الناس العلم وبوبوه في الكتب، فصنف ابن جريج  التفسير والسنن وصنف معمر أيضًا- وصنف مالك بن أنس  وصنف حماد بن سلمة، وهؤلاء من أقدم من صنف في العلم، فصنف حماد بن سلمة كتابه في الصفات  كما صنف كتبه في سائر أبواب العلم، وقد قيل: إن مالكًا إنما صنف الموطأ تبعًا له، وقال: جمعت هذا خوفًا من الجهمية أن يضلوا الناس لما ابتدعت الجهمية النفي والتعطيل، وكذلك كان يجمعها ويحدث بها غير واحد من أئمة السلف لما ابتدعت الجهمية النفي والتعطيل حتى إنه لما صنفت الكتب الجامعة صنف العلماء فيها، كما صنف نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري كتابه في الصفات والرد على الجهمية، وصنف عبد الله بن محمد الجعفي  شيخ البخاري كتابه في الصفات والرد على الجهمية، وصنف عثمان بن سعيد الدارمي  كتابه في الصفات والرد على الجهمية، وكتابه في
 النقض على المريسي ، وصنف الإمام أحمد  رسالته في إثبات الصفات والرد على الجهمية ، وأملى في أبواب ذلك حتى جمع كلامه
 أبو بكر الخلال  في كتاب السنة ، وصنف عبد العزيز الكناني
 صاحب الشافعي كتابه في الرد على الجهمية ، وصنف كتب السنة في الصفات طوائف مثل: عبد الله بن أحمد ، وحنبل  بن إسحاق
 وأبي بكر الأثرم ، وخشيش بن أصرم ، شيخ أبي داود ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبي بكر بن أبي عاصم ، والحكم بن معبد الخزاعي، وأبي بكر الخلال ، وأبي القاسم الطبراني ، وأبي الشيخ الأصبهاني ، وأبي أحمد العسال ، وأبي بكر الآجري ، وأبي الحسن الدارقطني ، كتاب الصفات، وكتاب الرؤية، وأبي عبد الله بن منده وأبي عبد الله بن بطة ، وأبي القاسم اللالكائي ، وأبي عمر الطلمنكي ، وغيرهم،

 وأيضًا فقد جمع العلماء من أهل الحديث والفقه والكلام والتصوف هذه الآيات والأحاديث، وتكلموا في إثبات معانيها، وتقرير صفات الله التي دلت عليها هذه النصوص، لما ابتدع الجهمية جحد ذلك والتكذيب له، كما فعل عبد العزيز الكناني ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهوية  وكما فعل عثمان بن سعيد الدارمي ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبو عبد الله بن حامد والقاضي أبو يعلى، وكما فعل أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ، وأبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري  وأبو الحسن علي بن مهدي الطبري  والقاضي أبو بكر الباقلاني"

ولما سئل ابن تيمية سؤالاً هذا نصه: "هل يتعين على المسلم أن يعتقد أن ربه سبحانه فوق عرشه وفوق كل شيء وليس كمثله شيء أم لا يتعين؟ واشتغاله بالعبادة وحفظ الجوارح والسكوت عن مثل هذا هل هو الأفضل في حقه وأبعد عن التشبيه؟"

فأجاب الشيخ بقوله: "أسماء الله وصفاته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلم هي أعظم ما يجب الإيمان به، وأهم قواعد الدين، فإن الله إنما خلق الخلق لعبادته كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وإنما يعبد من يعرف، وإنما يعرف بأسمائه وصفاته، فالإيمان به أعظم الإيمان، وصفة العلو مما فطر الله عباده عليها، واتفقت عليه أنبياء الله ورسله، وتواترت به نصوص الكتاب والسنة، واتفق عليه سلف الأمة وأئمة المسلمين، فهي مما يجب الإيمان به".

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق