بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
قال ابن السعد: 4914 - نعيم بن حماد
وكان من أهل خراسان من أهل مرو، وطلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق والحجاز، ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون فسئل عن القرآن فأبى أن يجيب فيه بشئ مما أرادوه عليه فحبس بسامرا فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين ومائتين
قال نعيم: أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل
وذكره الدارقطني فقال: إمام في السنة
قال يحيي: صاحب سنة
قال أحمد: جاءنا نعيم بن حماد ونحن على باب هشيم نتذاكر المقطعات فقال جمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فعنينا بها من يومئذ
قال ابن القيم: ونعيم بن حماد إمام جليل، وكان سيفا على الجهمية، روى عنه البخاري في "صحيحه
قال ابن رجب أئمةَ الحديث كانوا يُحسنون به الظنَّ ، لِصلابته في السُّنة ، وتشدُّده في الرَّدِّ على أهل الأهواء
قال نعيم: من شبه الله بشئ من خلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه ورسوله فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيها
قال البخاري: ولقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت
قال نعيم: "يقال للجهمية: أخبرونا عن قول الله تعالى بعد فناء خلقه: {لمن الملك اليوم}؟ فلا يجيبه أحد، فيرد على نفسه: {لله الواحد القهار} وذلك بعد انقطاع ألفاظ خلقه بموتهم، أفهذا مخلوق"
عن ابن عباس قال: "رأى ربه جل وعز"، قال نعيم بن حماد: في يقظته
قال محمد بن مخلد العطار، حدثنا الرمادي، سألت نعيم بن حماد عن قوله تعالى: {وهو معكم} [الحديد: 4] ، قال معناه: أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه، ألا ترى قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} [المجادلة: 7]
قال نعيم: قالوا: إن أسماء الله مخلوقة؛ لأن الاسم غير المسمى، وادعوا أن الله كان ولا وجود لهذه الأسماء، ثم خلقها ثم تسمى بها، قال: فقلنا لهم: إن الله قال: {سبح اسم ربك الأعلى} وقال: {ذلكم الله ربكم فاعبدوه} فأخبر أنه المعبود، ودل كلامه على اسمه بما دل به على نفسه، فمن زعم أن اسم الله مخلوق، فقد زعم أن الله أمر نبيه أن يسبح مخلوقا
قال نعيم: « لا يستعاذ بالمخلوق ، ولا بكلام العباد والجن والإنس ، والملائكة وفي هذا دليل أن كلام الله غير مخلوق ، وأن سواه مخلوق »
قال نعيم: حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق» . قال نعيم: {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11] ولا يشبهه شيء من الأشياء
قال إبراهيم بن أبي داود البرلسي المصري، : كنا عند نعيم بن حماد جلوسا ، فقال نعيم للمزني: ما تقول في القرآن؟ فقال: أقول: إنه كلام الله ، فقال غير مخلوق؟ فقال: غير مخلوق ، قال: وتقول: إن الله يرى يوم القيامة؟ فقال: نعم ، قال: فلما افترق الناس قام إليه المزني فقال: يا أبا عبد الله شهرتني على رءوس الناس ، فقال: إن الناس قد أكثروا فيك فأردت أن أبرئك
قال نعيم: حديث النزول يرد على الجهمية قولهم.
قال نعيم: ينزل بذاته، وهو على كرسيه
قال ابن أبي حاتم ثنا إسحاق بن إبراهيم المكتب، قال: ثنا زكريا بن يحيى بن حمدويه الحلواني، قال: سمعت رفيق نعيم بن حماد يقول: لما صرنا إلى العراق وحبس نعيم بن حماد ، دخل عليه رجل في السجن من هؤلاء ، فقال لنعيم: أليس الله قال: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} [الأنعام: 103] ؟ فقال نعيم: بلى ، ذاك في الدنيا ، قال: وما دليلك؟ فقال نعيم: «إن الله هو البقاء وخلق الخلق للفناء فلا يستطيعون أن ينظروا بأبصار الفناء ، فإذا جدد لهم خلق البقاء فنظروا بأبصار البقاء إلى البقاء»
قال إبراهيم بن أسباط بن السكن لما حمل نعيم بن حماد للمحنة كبل بالحديد وحبس فاجتمع القوم يقولون من يناظره فاتفقوا على ابن عوف وكان متكلمهم فلما أصبحوا ركب ابن عوف واتبعه أصحابه إلى السجن فأخرج نعيم بن حماد فقال له ابن عوف أقول أو تقول قال أقول قال قل قال أخبرني عن هذه المقالة التي دعوتم الناس إليها هو رأيك قال نعم ورأي الخليفة قال نعم قال فإن رجع الخليفة ترجع أنت عنها قال نعم قال قم فإنك بلا دين دينك دين الملك قال فتفرقوا فأقبل أصحابه عليه قالوا فضحتنا قطعك بكلمة واحدة
أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة سنة ثلاث وعشرين أو أربع وعشرين، وألقوه في السجن، ومات في سنة سبع وعشرين، وأوصى أن يدفن في قيوده، وقال: إني مخاصم
قال إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة تسع وعشرين ومائتين فيها مات نعيم بن حماد، وكان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القرآن فجر بأقياده فألقي في حفرة، ولم يكفن، ولم يصل عليه فعل ذلك به صاحب ابن أبي دؤاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق