20 أكتوبر 2022

موقف الامام الشافعي من المخالفين في مسائل الأصول

 

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فهذا مقالي جمعته من سنوات عن موقف الإمام الشافعي من المخالفين في مسائل العقيدة

فهذا مقالي جمعته من سنوات عن موقف الإمام الشافعي من المخالفين في مسائل العقيدة

قال المزني:  "سألت الشافعي عن مسألة في الكلام فقال: سلني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت فيه: أخطأت ولا تسألني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت: كفرت"

وقال في رواية أخرى عن علم الكلام "يا بني هذا علم إن أنت أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه كفرت"

وقال الشافعي «والله لأن يفتي العالم فيقال:أخطأ العالم خير له من أن يتكلم،فيقال: زنديق، وما شيء أبغض إلى من الكلام وأهله"

قال الحافظ الذهبي بعد إيراده هذه الرواية: "هذا دالّ على أنّ مذهب أبي عبد الله أن الخطأ في الأصول ليس كالخطأ في الاجتهاد في الفروع"

قال ابن بطة بعد روايته هذا الأثر: "فَأَهْلُ الْأَهْوَاءِ فِي تَكْفِيرِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ مُصِيبُونَ , لِأَنَّ اخْتِلَافَهُمْ فِي شَرَائِعَ شَرَعَتْهَا أَهْوَاؤُهُمْ , وَدِيَانَاتٍ اسْتَحْسَنَتْهَا آرَاؤُهُمْ , فَتَفَرَّقَتْ بِهِمُ الْأَهْوَاءُ، وَشَتَّتْ بِهِمُ الْآرَاءُ , وَحَلَّ بِهِمُ الْبَلَاءُ , وَحُرِمُوا الْبُصَيْرَةَ وَالتَّوْفِيقَ , فَزَلَّتْ أَقْدَامُهُمْ عَنْ مَحَجَّةِ الطَّرِيقِ , فَالْمُخْطِئُ مِنْهُمْ زِنْدِيقٌ , وَالْمُصِيبُ عَلَى غَيْرِ أَصْلٍ وَلَا تَحْقِيقٍ"

وقال الشافعي يوما للمزني لما سأله عن شيء من الكلام فألقى الشافعي إليه بعض مسائل الفقه فلم يقم المزني الحجة فيها "هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل الناس يدخله مثل هذا؛ فكيف الكلام في رب العالمين الذي الزلل فيه كفر؟!" قال المزني: " فتركت الكلام، وأقبلت على الفقه))

قال الشافعي في كتاب الرسالة: " كل ما أقام الله به الحجة في كتابه أو على لسان نبيّه منصوصا بيّنا لم يحل الاختلاف فيه لمن علمه.وما كان من ذلك يحتمل التأويل ويدرك قياسا، فذهب المتأول أو القايس إلى معنى يحتمله الخبر أو القياس وإن خالفه فيه غيره لم أقل إنه يضيق عليه ضيق الخلاف في المنصوص"

وقال في الرسالة: "أما ما كان نص كتاب بين أو سنة مجتمع عليها فالعذر فيها مقطوع ولا يسع الشك في واحد منهما ومن امتنع من قبوله استتيب"

قال في الأم: "  ما كان الكتاب والسنة موجودين؛ فالعذر عمن سمعهما مقطوع إلا باتباعهما "

وقد كفر الإمام الشافعي بعض أهل البدع المتأولين كالجهمية وغلاة القدرية وأمثالهم 

قال أبو نعيم الجرجاني: سئل الربيع عن قول الشافعى فى القرآن فقال جاء رجل الى الشافعى فناظره في القرآن فقال القرآن مخلوق فقال له الشافعى كفرت بالله العظيم 

وهذا الرجل هو حفص الفرد

قال الإمام ابن أبي حاتم: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ، فَقَالَ: وَكُنْتُ حَاضِرًا فِي الْمَجْلِسِ، فَقَالَ حَفْصٌ الْفَرْدُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَقَالَ الشَّافِعِيِّ: كَفَرْتَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ 

فِي كِتَابِي: عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَضَرْتُ الشَّافِعِيَّ، أَوْ حَدَّثَنِي أَبُو شُعَيْبٍ، إِلا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ حَضَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ، وَيُوسُفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ، وَحَفْصٌ الْفَرْدُ، وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يُسَمِّيهِ حَفصًا الْمُنَفَرَدَ، فَسَأَلَ حَفْصُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَأَبَى أَنْ يُجِيبَهُ، فَسَأَلَ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ وَابْنَ يَزِيدَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، وَكِلاهُمَا أَشَارَ إِلَى الشَّافِعِيِّ. فَسَأَلَ الشَّافِعِيَّ، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ، وَطَالَتْ فِيهِ الْمُنَاظَرَةُ، فَأَقَامَ الشَّافِعِيُّ الْحُجَّةَ عَلَيْهِ، بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَكَفَّرَ حَفْصًا الْفَرْدَ.
قَالَ الرَّبِيعُ: فَلَقِيتُ حَفْصًا الْفَرْدَ فِي الْمَجْلِسِ بَعْدُ، فَقَالَ: أَرَادَ الشَّافِعِيُّ قَتْلِي

قال الإمام أبو حامد الإسفرائيني في ذكر أصناف المتأولين : (الضرب الذين نكفرهم) : فهم القدرية الذين يقولون: إنهم يخلقون أفعالهم دون الله تعالى، ومن يقول بخلق القرآن، ويقولون: إن الله لا يُرى يوم القيامة، والجهمية النافون عن الله تعالى الصفات؛ لأن الشافعي - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - قال في مواضع من كتبه: (من قال بخلق القرآن.. فهو كافر)"

قال يحيي العمراني: "روي عن الشافعي في كتب كثيرة صح إسنادها عنه أنه كفر القدرية ، وكفر من قال بخلق القرآن وكفر الفرد بقوله"

قال الللالكائي الشافعي : " حَكَى الْمزنيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ كَفَّرَهُمْ" أي القدرية

قال الشافعي لبشر الماريسي: "أدخلك الله أسفل السافلين مع فرعون وهامان وقارون"

وجاء رجل إلى الشافعى يملى عليه كتاب وصيته ، فأراد الشافعى أن يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال: ليس هكذا أريد ولكن اكتب: إن أتى على ريب من الزمان ، فلما ابتدأ بالكلام رفسه الشافعى برجله فألقاه على ظهره ثم قال: قم يا زنديق"



 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق