09 مارس 2024

دفع تأويل عامر بهجت المحدث لعبارات الحنابلة

 

  بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:


زعم عامر بهجت أن إطلاق الحنابلة تكفير الأشعري الداعية المجتهد يفهم على أنه يدعو على الدوام

أما أنه قال في الكتاب مرة مرتين بإنكار العلو وخلق القرآن وما أشبه ذلك فليس من هذا الباب

أقول أولا: ليش التمويه حول التكفير وأنت لا تقر بالتبديع بل ولا تقر بانتقاص بل وتعظمهم وتتمني الحبو إليهم؟

وأنت رجل رسومي تعتبر أي واحد إماما وتعظم أي أحد ألف في الأزمنة المتأخرة ولو كان على التحقيق من أعظم خلق الله بعدا عن الحق

فالحالة السلفية والولاء والبراء العقدي والحكم على المخالف بعيدة عنك كل بعد بل وأشبه الناس بك الصوفية والأزاهرة المقبلون للأرجل والأيدي والقائلون "عمامة الأزهر دليلك!"

لكن بعيدا عن هذا فكلامك غير صحيح ولا يتأتى مع كلام لا الإمام أحمد ولا أصحابه

قال الخلال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سُئِلَ أَبِي عَنِ الْوَاقِفِيِّ، فَقَالَ أَبِي: «مَنْ كَانَ يُخَاصِمُ وَيَعْرِفُ بِالْكَلَامِ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِالْكَلَامِ، يُجَانَبْ حَتَّى يَرْجِعَ»

فجهل الضابط الخصومة ومعرفة الكلام فبمجرد أنه بنى مذهبه على الطرق الكلامية والأدلة المنطقية وكون يخاصم حكم عليه بأنه جهمي

وقال صالح بن أحمد : سُئل أبي وأنا أسمع عن: اللفظية والواقفة، فقال: من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم
و سئل أبي رحمه اللَّه وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة، فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، وقال مرة: هم شر من الجهمية، وقال مرة أخرى هم جهمية هـ

فجعل من يحسن الكلام جهميا مباشرة

قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: الرافضة الذين يتكلمون بما تعرف ؟ فقال: نعم، آمره أن يعيد. قيل لأبي عبد الله: وهكذا أهل البدع كلهم ؟ قال: لا، إن منهم من يسكت، ومنهم من يقف ولا يتكلم هـ

ثم الحنابلة المتأخرون تكلموا في تعريف الداعية ولم أر أحد منهم نطق بما نطق به بهجت!

قال مجد ابن تيمية: فمن كان عالمًا في شيء من هذه البدع، يدعو إليه ويناظر عليه، فهو محكوم بكفره هـ ثم جعل في مقابله المقلد فمن كان عالما ويدعو ويستدل خرج من جملة المقلدة

فأين اشتراط الاستمرارية؟ فمجرد أنه دعا ولم يكن من العامة يكفر

قال ابن عقيل: إن ناظر ودعا كفر

قال ابن قدامة:
مَسْأَلَةٌ: قَالَ: (وَمَنْ صَلَّى خَلْفَ مَنْ يُعْلِنُ بِبِدْعَةٍ)

 الْإِعْلَانُ الْإِظْهَارُ، وَهُوَ ضِدُّ الْإِسْرَارِ. فَظَاهِرُ هَذَا أَنَّ مَنْ ائْتَمَّ بِمَنْ يُظْهِرُ بِدْعَتَهُ، وَيَتَكَلَّمُ بِهَا، وَيَدْعُو إلَيْهَا، أَوْ يُنَاظِرُ عَلَيْهَا، فَعَلَيْهِ الْإِعَادَةُ

فالإعلان ضد الإسرار لا ضد الكتابة بهذه المذاهب الكفرية نادرا

قال القاضي أبو يعلى: المعلن بالبدعة من يعتقدها بدليل، وغير المعلن من يعتقدها تقليدا.

قال ابن قدامة معقبا: "ولنا، أن حقيقة الإعلان هو الإظهار، وهو ضد الإخفاء والإسرار"

لكن على كلا القوين فالنووي وأمثاله برى القصة فهم يعرفون الأدلة العقلية والطرق الكلامية ويحيلون عليها إذا تكلموا في العقائد

قال الزركشي الحنبلي:
واعلم أن المظهر للبدعة، المناظر عليها، (تارة) تكفره، كالقائل بخلق القرآن، أو بأن علم الله مخلوق، أو بأنه لا يرى في الآخرة، أو بأن ‌الإيمان ‌مجرد ‌الاعتقاد من غير قول ولا عمل، أو يسب الصحابة تدينا، ونحو ذلك، نص أحمد على ذلك، حتى لو وقف رجل إلى جنبه خلف الصف، ولم يعلم حتى فرغ أعاد الصلاة، وهل تفعل الجمعة خلف هؤلاء؟ فيه روايتان هـ

فهذه الاستمرارية من كيسه لم يتكلم بها العلماء بل الضابط عندهم مظنة العلم والفهم أو كونه يعرف الكلام ويعتمد هذه الطرق الخبيثة

 بل حكم الإمام بالكفر على من عرف بالكلام بماشرة وهذا في المبهمات مثل اللفظ فكيف بمن صرح بإنكار العلو والبلايا العظام؟

ثم لا يسلم لعامر بهجت أن النووي وأمثاله لم يكونوا أصحاب استمرارية بل وجلهم تكلموا في الاعتقاد في مواضع كثيرة ونأخذ النووي على سبيل المثال فقد أفسد جل أحاديث صحيح مسلم بتأويلاته الجهمية

والنووي له كتب في الاعتقاد ككتاب المقاصد الذي جعل المقصد الأول منه مقصد العقيدة وتكلم فيها وقرر عقيدة غلاة الأشعرية يدعو فيه إلى عقيدة الأشعرية والجهمية فأين لك أنه ذكر ذلك مرة مرتين؟

فلو أن هؤلاء المشتغلين بالعلم كعامر ممن يحسن بابا في العلم لو بقي في فنه لأفاد وأحسن لكنهم يتجاوزون إلى أبواب أخرى ما مارسوها فيسيئون وقد شاعت العبارة بين هؤلاء الرسوميين "من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب" فليتهم التزموا بها

والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آل وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق