11 أكتوبر 2024

رد على السرورية وحميرهم: هل امتنع ابن تيمية عن تكفير الجعد بن درهم؟

 

  بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:


✅ رد على السرورية وحميرهم: هل امتنع ابن تيمية عن تكفير الجعد بن درهم؟

📕 رأيت السرورية يحتجون بنص لابن تيمية ويقولون إن هذا النص دال على أن الجعد بن درهم ليس كافرا وأن المسلمين إنما قتلوه لدفع ضرره لا لكفره!

📗 ثم رأيت بعض الغلاة ممن ليس عندهم بالفقه معرفة ولا دراية إنما نشؤوا على مثل هذه المسائل وامتنعوا عن طلب العلم الشرعي كبرا وعلوا صدق هؤلاء السرورية وصار ينشر في الناس أن ابن تيمية لا يكفر الجعد بن درهم!

📘 وهذا هو النص الذي احتجوا به: "وَمَنْ كَانَ دَاعِيًا مِنْهُمْ إلَى الضَّلَالِ لَا يَنْكَفُّ شَرُّهُ إلَّا بِقَتْلِهِ قُتِلَ أَيْضًا ؛ وَإِنْ أَظْهَرَ التَّوْبَةَ وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِكُفْرِهِ كَأَئِمَّةِ الرَّفْضِ الَّذِينَ يُضِلُّونَ النَّاسَ كَمَا قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ غَيْلَانَ الْقَدَرِيَّ وَالْجَعْدَ بْنَ دِرْهَمٍ وَأَمْثَالَهُمَا مِنْ الدُّعَاةِ"

📙 قلت: بعدا لكم وسحقا! فطائفة منكم تبتر كلام العلماء والثانية تصدق المبتور وتطعن فيهم لجهلها وعجزها العلمي وغوايتها!

📘 فها هو النص الكامل

📗 قال ابن تيمية: "وَأما قتل من أظهر الإسلام وأبطن كفرا منه وهو المنافق الذي تسميه الفقهاء " الزنديق " : فأكثر الفقهاء على أنه يقتل وإن تاب كما هو مذهب مالك وأحمد في أظهر الروايتين عنه وأحد القولين في مذهب أبي حنيفة والشافعي . ومن كان داعيا منهم إلى الضلال لا ينكف شره إلا بقتله قتل أيضا ؛ وإن أظهر التوبة وإن لم يحكم بكفره كأئمة الرفض الذين يضلون الناس كما قتل المسلمون غيلان القدري والجعد بن درهم وأمثالهما من الدعاة"

📕 فبسياقه الكامل تتبين عدة أمور:

1️⃣ أن ابن تيمية يخرج المسألة على مسألة قتل الزنديق ويعتبر هؤلاء الناس ممن يبطن الكفر والنفاق - وهذا متكرر في كلامه في مواضع كثيرة أن مؤسسي الجهمية كانوا زنادقة منافقين

📙 قال في بيان التلبيس: "الذي ابتدع هذا النفي ابتداء وهو عالم بلوازمه كان من أعظم المنافقين الزنادقة المعطلين للصانع ولعبادته ودعائه"

📒 وقال في المجموع: "وَيَكْثُرُ مِثْلُ هَذَا فِي الرَّافِضَةِ وَالْجَهْمِيَّة فَإِنَّ رُؤَسَاءَهُمْ كَانُوا مُنَافِقِينَ زَنَادِقَةً "

📘 وقال: "وَهَكَذَا كَانَ الْجَهْمُ يَقُولُ أَوَّلًا : إنَّ اللَّهَ لَا كَلَامَ لَهُ ثُمَّ احْتَاجَ أَنْ يُطْلِقَ أَنَّ لَهُ كَلَامًا لِأَجْلِ الْمُسْلِمِينَ فَيَقُولُ : هُوَ مَجَازٌ ؛ وَلِهَذَا كَانَ الْإِمَامُ أَحْمَد وَغَيْرُهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ يَعْلَمُونَ مَقْصُودَهُمْ وَأَنَّ غَرَضَهُمْ التَّعْطِيلُ وَأَنَّهُمْ زَنَادِقَةٌ وَ " الزِّنْدِيقُ " الْمُنَافِقُ "

📗  وهذا يكثر في كلامه في مواضع كثيرة جدا

📒 فيتركون النصوص الواضحة ثم يحتجون بمثل هذا

2️⃣ أما مسألة قتل الزنديق  وقبول توبته فالزنديق الذي قبل عليه واستتيب وأظهر التوبة هناك خلاف بين أهل العلم: هل تقبل ظاهرا؟ أم لا تقبل فيقتل ويوكل أمره إلى الله؟

📗 قال ابن المنذر: "باب استتابة الزنديق
 واختلفوا في الزنديق يُظهر عليه، هل يستتاب أم يقتل، ولا يقبل منه الرجوع؟.فقالت طائفة: تقبل توبته إن تاب، ويقتل إن لم يتب. يُروى هذا القول عن علي بن أبي طالب، وبه قال عبيد الله بن الحسن، والشافعي.
وكان مالك، والليث بن سعد، وأحمد، وإسحاق يقولون: لا يستتابون.
وقال مالك: يقتل الزنادقة، ولا يستتابون.
وقال أحمد بن حنبل: الزنديق لا يستتاب، روى ذلك عنه إسحاق بن منصور
وذكر الأثرم أنه ذُكر لأحمد الزنديق فقال: لا أدري"

📕ثم هناك فرع عند من قال بقبول توبته: إذا تكررت القصة مرات كثيرة هل تقبل توبته وتطلق سراحه كل مرة أم أنه يقتل وإن كان مسلما في ظاهر الحكم؟

📔 فمن العلماء من أطلق هذا ومنهم من جوز قتله لدفع ضرره وهذا الذي يقوله ابن تيمية: من كان داعيا منهم (أي من الزنادقة) إلى الضلال لا ينكف شره إلا بقتله قتل أيضا ؛ وإن أظهر التوبة وإن لم يحكم بكفره"

📒 فكيف استنتج منه جهلة السرورية وحميرهم أن ابن تيمية يعذر الجعد بن درهم؟ فهذا الكلام معناه أن الشافعي  وأحمد وابن المنذر وغيرهم ممن قال بهذا القول يعذرون الملاحدة ومنكري الصانع!

📗 تنبيه: هناك نص آخر احتج به الشرقاوي وهو: "وأفتى العلماء بقتل دعاتهم مثل غيلان القدريّ والجعد بن درهم وجهم بن صفوان إمام الجهمية وغيرهم. وصلى الناس عليهم ودفنوهم مع المسلمين. وصار قتلهم من باب قتل الصائل. لكفّ ضررهم، لا لردتهم. ولو كانوا كفارا لرآهم المسلمون كغيرهم"

📙 قلت: هذا الكلام ليس لابن تيمية بل لجمال الدين القاسمي عامله الله بعدله والنص الذي في المجموع ليس فيه شيء من هذا الكلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق