بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد رأيت بعضهم يحتج بقول علي رضي الله عنه لما بلغه إنكار ابن عباس عليه في إحراقه المرتدين بالنار واحتجاجه بالحديث لا يعذب بالنار إلا رب النار فقال علي: "ويح ابن عباس"
فأقول لهم: اتقوا الله في سنن سيد المرسلين ما هكذا تورد الإبل!
احتجاجكم هذا باطل من وجوه كثيرة
الأول: أن الويح يكون في اللغة على وجهين: المدح والتعجب وعلى التوجع والأولى والأحرى لأمير المؤمنين أنه قاله تعجبا بابن عباس وفقهه وحفظه للسنن فكيف ينكر علي رضي الله عنه على ابن عباس وهو لا يقول عن رأيه إنما يقول بقول سيد البشر؟!
قال القارِي : "وَأَكْثَر أَهْل الْعِلْم عَلَى أَنَّ هَذَا الْقَوْل وَرَدَ مَوْرِد الْمَدْح وَالْإِعْجَاب بِقَوْلِهِ ، وَيَنْصُرهُ مَا جَاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى عَنْ شَرْح السُّنَّة فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَقَالَ صَدَقَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ اِنْتَهَى
وقال الْخَطَّابي : لَفْظه لَفْظ الدُّعَاء عَلَيْهِ ، وَمَعْنَاهُ الْمَدْح لَهُ وَالْإِعْجَاب بِقَوْلِهِ ، وَهَذَا كَقَوْلِ رَسُول اللَّه فِي أَبِي بَصِير : " وَيْل أُمّه مِسْعَر حَرْب " اِنْتَهَى
الثاني: قد قال الإمام الترمذي رحمه الله: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا حَرَّقَ قَوْمًا ارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ وَلَمْ أَكُنْ لِأُحَرِّقَهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَقَالَ صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ"
فهذه الرواية تثبت رجوع علي عن فعله بعد بلوغ حديث رسول الله عليه الصلاة والسلم
قال البلاذاري في أنساب الأشراف: حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا اسماعيل بن علية عن ابن عون عن عكرمة أن عليا أحرق ناسا ارتدوا عن الاسلام، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: ما كنت لأحرقهم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تعذبوا بعذاب الله، " ولكني كنت أقتلهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من بدل دينه منكم فاقتلوه، " فبلغ ذلك عليا فقال: لله در ابن عباس
ورواته ثقات أثبات فهذه الرواية أيضا تثبت مدح علي لابن عباس على استدراكه
قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ: حدثنا سليمان بن حرب وأخبرنا جرير عن أيوب بمثل ذلك، وزاد فيه: فبلغ قول ابن عباس علياً فقال: ويح ابن أم الفضل أنه لغواص على الهنات
ورواته يقات فأقر علي رضي الله عنه أن فعله من الهنات
فهذه الروايات مبينة لتلك مفسرة لها فكيف يعدل عنها إلى رواية مجملة؟
الوجه الثالث: كيف يظن بعلي رضي الله عنه أنه بلغه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فصار يلوم ابن عباس على كونه ذهب إليه واحتج به ولم يعارضه بخبر أو علة أو تفسير؟
إنه لإحدى الكبر! والخليفة الراشد منزه عن مثل هذا
فلا تتبعوا الأهواء فهب أن عليا قد ثبت على قوله فماذا يفيدكم هذا والسنة على خلافه؟
هل يقدم قول أحد على قول الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وإن قلتم فهم الصحابي ففهم صحابي ليس بحجة على فهم صحابي آخر والأصل في النهي التحريم ولا يجوز العدول عنه إلا بخبر أو إجماع أو قول صحابي لم يخالَف وليس عندكم شيء من ذلك
ومن زعم جواز الإحراق في الأصل فقد خالف السنة والإجماع
الله المستعان وإليه المشتكى
فقد رأيت بعضهم يحتج بقول علي رضي الله عنه لما بلغه إنكار ابن عباس عليه في إحراقه المرتدين بالنار واحتجاجه بالحديث لا يعذب بالنار إلا رب النار فقال علي: "ويح ابن عباس"
فأقول لهم: اتقوا الله في سنن سيد المرسلين ما هكذا تورد الإبل!
احتجاجكم هذا باطل من وجوه كثيرة
الأول: أن الويح يكون في اللغة على وجهين: المدح والتعجب وعلى التوجع والأولى والأحرى لأمير المؤمنين أنه قاله تعجبا بابن عباس وفقهه وحفظه للسنن فكيف ينكر علي رضي الله عنه على ابن عباس وهو لا يقول عن رأيه إنما يقول بقول سيد البشر؟!
قال القارِي : "وَأَكْثَر أَهْل الْعِلْم عَلَى أَنَّ هَذَا الْقَوْل وَرَدَ مَوْرِد الْمَدْح وَالْإِعْجَاب بِقَوْلِهِ ، وَيَنْصُرهُ مَا جَاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى عَنْ شَرْح السُّنَّة فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَقَالَ صَدَقَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ اِنْتَهَى
وقال الْخَطَّابي : لَفْظه لَفْظ الدُّعَاء عَلَيْهِ ، وَمَعْنَاهُ الْمَدْح لَهُ وَالْإِعْجَاب بِقَوْلِهِ ، وَهَذَا كَقَوْلِ رَسُول اللَّه فِي أَبِي بَصِير : " وَيْل أُمّه مِسْعَر حَرْب " اِنْتَهَى
الثاني: قد قال الإمام الترمذي رحمه الله: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا حَرَّقَ قَوْمًا ارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ وَلَمْ أَكُنْ لِأُحَرِّقَهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَقَالَ صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ"
فهذه الرواية تثبت رجوع علي عن فعله بعد بلوغ حديث رسول الله عليه الصلاة والسلم
قال البلاذاري في أنساب الأشراف: حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا اسماعيل بن علية عن ابن عون عن عكرمة أن عليا أحرق ناسا ارتدوا عن الاسلام، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: ما كنت لأحرقهم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تعذبوا بعذاب الله، " ولكني كنت أقتلهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من بدل دينه منكم فاقتلوه، " فبلغ ذلك عليا فقال: لله در ابن عباس
ورواته ثقات أثبات فهذه الرواية أيضا تثبت مدح علي لابن عباس على استدراكه
قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ: حدثنا سليمان بن حرب وأخبرنا جرير عن أيوب بمثل ذلك، وزاد فيه: فبلغ قول ابن عباس علياً فقال: ويح ابن أم الفضل أنه لغواص على الهنات
ورواته يقات فأقر علي رضي الله عنه أن فعله من الهنات
فهذه الروايات مبينة لتلك مفسرة لها فكيف يعدل عنها إلى رواية مجملة؟
الوجه الثالث: كيف يظن بعلي رضي الله عنه أنه بلغه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فصار يلوم ابن عباس على كونه ذهب إليه واحتج به ولم يعارضه بخبر أو علة أو تفسير؟
إنه لإحدى الكبر! والخليفة الراشد منزه عن مثل هذا
فلا تتبعوا الأهواء فهب أن عليا قد ثبت على قوله فماذا يفيدكم هذا والسنة على خلافه؟
هل يقدم قول أحد على قول الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وإن قلتم فهم الصحابي ففهم صحابي ليس بحجة على فهم صحابي آخر والأصل في النهي التحريم ولا يجوز العدول عنه إلا بخبر أو إجماع أو قول صحابي لم يخالَف وليس عندكم شيء من ذلك
ومن زعم جواز الإحراق في الأصل فقد خالف السنة والإجماع
الله المستعان وإليه المشتكى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق