بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فيعلم الله أني لم أكتب ردا عليه آنذاك لأني أردت مناصحته لكن لم أجد الوقت لمكاتبته وتنبيهه وكنت أؤجل هذا الأمر ثم رأيته في الأيام الأخيرة تردى في جهالته وصار يكفر المسلمين ويستدل على مذهبه الباطل العاطل بمخاريق كاذبة ويأول كلام أهل العلم الذي يخالف مقصوده ويفلس شبهته بتأويلات متعسفة تدل على مبلغ عظيم من الجهالة والهوى فقررت أن أرد عليه في العلن وأبدي جهله ومنهاجه الفاسد وما يؤدي إليه تركه الآثار وكتب أهل الحديث والسنة واشتغال بكتب أهل الكلام من الجهمية ونحوهم
قال المدعو بدر الدين المناصرة في مقاله "كيف مات جهاد؟" ما نصه: "و قال الجصّاص الحنفيّ : ( وأمّا ما حكاه عن أبي عبيد في قوله تعالى تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وأن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لأزيدنّ على السّبعين رواية باطلة لا يصح عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولا يجوز ذلك عليه و في تجويزه انسلاخ من الدّين وذلك أنّه معلوم أنّه قد كان من دين النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من أوّل ما بعثه الله - تعالى - إلى أن توفاه - صلى الله عليه وسلم - أنّه دعا الناس إلى اعتقاد تخليد الكافر في النار وأنّه لم يجوّز قط غفران الكفر فمن جوّز على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - جواز الاستغفار للكافر فهو خارج عن الملة...) [ الفصول في الأصول1/308]"
فنقل هذا الكلام في موضع الاستدلال على أن الاستغفار للكفار كفر أكبر وأقر ما فيه من الجهل والقبح وتكفير أهل الحديث والسنن ولم يعقب هذا بشيء!
فيقال له ليتك قرأت صحيح البخاري ولو مرة واحدة فالحديث فيه!
قال البخار: " حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِى أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ لَمَّا تُوُفِّىَ عَبْدُ اللَّهِ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ فَأَعْطَاهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّىَ عَلَيْهِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيُصَلِّىَ فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُصَلِّى عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّىَ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّمَا خَيَّرَنِى اللَّهُ فَقَالَ ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ » . قَالَ إِنَّهُ مُنَافِقٌ . قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ) "
قال ابن حجر العسقلاني في الفتح (13/111): " وَاسْتُشْكِلَ فَهْم التَّخْيِير مِنْ الْآيَة حَتَّى أَقْدَمَ جَمَاعَة مِنْ الْأَكَابِر عَلَى الطَّعْن فِي صِحَّة هَذَا الْحَدِيث مَعَ كَثْرَة طُرُقه وَاتِّفَاق الشَّيْخَيْنِ وَسَائِر الَّذِينَ خَرَّجُوا الصَّحِيح عَلَى تَصْحِيحه ، وَذَلِكَ يُنَادِي عَلَى مُنْكِرِي صِحَّته بِعَدَمِ مَعْرِفَة الْحَدِيث وَقِلَّة الِاطِّلَاع عَلَى طُرُقه "
ثم نقل عن أكابر الجهمية مثل الغزالي والبقلاني والجويني وغيرهم إنكارهم لهذا الحديث
وهو كما قال ما أنكروا هذا الحديث إلا لجهلهم العظيم بالسنة ومخارج الأحاديث
أما ما زعمه هذا الزنديق المتجهم الجصاص من أن معناه انسلاخ من الدين فهذا حكم منه بالكفر والمروق على إمام الأئمة أبي عبيد القاسم بن سلام رضي الله عنه بل وعلى سلف الأمة وأئمتها الذين رووه وفسروا به كتاب الله
والإشكال الذي وقع عنده إنما وقع لقلة فهمه وشدة بلادته وتأثره بالكلام الفاسد
قال الإمام أبو جعفر النحاس (ت. 338 هـ) في الناسخ والمنسوخ 2/466-467 : " وَفِي حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَنْهَنِي عَنِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ وَإِنَّمَا خَيَّرَنِي " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ التَّوْقِيفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَوْ هَاهُنَا لِلتَّخْيِيرِ أَعْنِي مِنْ قَوْلِهِ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] فَإِنْ قِيلَ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمُنَافِقٍ؟ فَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ عَلَى أَنَّهُ مُسْلِمٌ، وَبَاطِنُهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى"
ولغيره أجوبة أخرى ولا أعلم أحدا من أهل الحديث والسنة رد هذا الحديث وجعله باطلا فضلا عن الزعم بأنه كفر وانسلاخ من الدين
وهذه الزلة أكثر ما يدل عليه هو إفلاس منهاج بدر الدين المناصرة الذي لا يهتم بكتب الحديث وكتب السلف المسندة وأبدلها بكتب المتأخرين من الجهمية وأمثالهم
فنسأل الله العافية والسلامة من الوقوع في مثل هذا التخبط
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فيعلم الله أني لم أكتب ردا عليه آنذاك لأني أردت مناصحته لكن لم أجد الوقت لمكاتبته وتنبيهه وكنت أؤجل هذا الأمر ثم رأيته في الأيام الأخيرة تردى في جهالته وصار يكفر المسلمين ويستدل على مذهبه الباطل العاطل بمخاريق كاذبة ويأول كلام أهل العلم الذي يخالف مقصوده ويفلس شبهته بتأويلات متعسفة تدل على مبلغ عظيم من الجهالة والهوى فقررت أن أرد عليه في العلن وأبدي جهله ومنهاجه الفاسد وما يؤدي إليه تركه الآثار وكتب أهل الحديث والسنة واشتغال بكتب أهل الكلام من الجهمية ونحوهم
قال المدعو بدر الدين المناصرة في مقاله "كيف مات جهاد؟" ما نصه: "و قال الجصّاص الحنفيّ : ( وأمّا ما حكاه عن أبي عبيد في قوله تعالى تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وأن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لأزيدنّ على السّبعين رواية باطلة لا يصح عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولا يجوز ذلك عليه و في تجويزه انسلاخ من الدّين وذلك أنّه معلوم أنّه قد كان من دين النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من أوّل ما بعثه الله - تعالى - إلى أن توفاه - صلى الله عليه وسلم - أنّه دعا الناس إلى اعتقاد تخليد الكافر في النار وأنّه لم يجوّز قط غفران الكفر فمن جوّز على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - جواز الاستغفار للكافر فهو خارج عن الملة...) [ الفصول في الأصول1/308]"
فنقل هذا الكلام في موضع الاستدلال على أن الاستغفار للكفار كفر أكبر وأقر ما فيه من الجهل والقبح وتكفير أهل الحديث والسنن ولم يعقب هذا بشيء!
فيقال له ليتك قرأت صحيح البخاري ولو مرة واحدة فالحديث فيه!
قال البخار: " حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِى أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ لَمَّا تُوُفِّىَ عَبْدُ اللَّهِ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ فَأَعْطَاهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّىَ عَلَيْهِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيُصَلِّىَ فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُصَلِّى عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّىَ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّمَا خَيَّرَنِى اللَّهُ فَقَالَ ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ » . قَالَ إِنَّهُ مُنَافِقٌ . قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ) "
قال ابن حجر العسقلاني في الفتح (13/111): " وَاسْتُشْكِلَ فَهْم التَّخْيِير مِنْ الْآيَة حَتَّى أَقْدَمَ جَمَاعَة مِنْ الْأَكَابِر عَلَى الطَّعْن فِي صِحَّة هَذَا الْحَدِيث مَعَ كَثْرَة طُرُقه وَاتِّفَاق الشَّيْخَيْنِ وَسَائِر الَّذِينَ خَرَّجُوا الصَّحِيح عَلَى تَصْحِيحه ، وَذَلِكَ يُنَادِي عَلَى مُنْكِرِي صِحَّته بِعَدَمِ مَعْرِفَة الْحَدِيث وَقِلَّة الِاطِّلَاع عَلَى طُرُقه "
ثم نقل عن أكابر الجهمية مثل الغزالي والبقلاني والجويني وغيرهم إنكارهم لهذا الحديث
وهو كما قال ما أنكروا هذا الحديث إلا لجهلهم العظيم بالسنة ومخارج الأحاديث
أما ما زعمه هذا الزنديق المتجهم الجصاص من أن معناه انسلاخ من الدين فهذا حكم منه بالكفر والمروق على إمام الأئمة أبي عبيد القاسم بن سلام رضي الله عنه بل وعلى سلف الأمة وأئمتها الذين رووه وفسروا به كتاب الله
والإشكال الذي وقع عنده إنما وقع لقلة فهمه وشدة بلادته وتأثره بالكلام الفاسد
قال الإمام أبو جعفر النحاس (ت. 338 هـ) في الناسخ والمنسوخ 2/466-467 : " وَفِي حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَنْهَنِي عَنِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ وَإِنَّمَا خَيَّرَنِي " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ التَّوْقِيفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَوْ هَاهُنَا لِلتَّخْيِيرِ أَعْنِي مِنْ قَوْلِهِ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] فَإِنْ قِيلَ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمُنَافِقٍ؟ فَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ عَلَى أَنَّهُ مُسْلِمٌ، وَبَاطِنُهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى"
ولغيره أجوبة أخرى ولا أعلم أحدا من أهل الحديث والسنة رد هذا الحديث وجعله باطلا فضلا عن الزعم بأنه كفر وانسلاخ من الدين
وهذه الزلة أكثر ما يدل عليه هو إفلاس منهاج بدر الدين المناصرة الذي لا يهتم بكتب الحديث وكتب السلف المسندة وأبدلها بكتب المتأخرين من الجهمية وأمثالهم
فنسأل الله العافية والسلامة من الوقوع في مثل هذا التخبط
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق