الرجل العامي الذي أحيا به الله قلوب الملايين

 

  بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:



قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ في ترجمة الإمام المجدد:

"ثم رحل إلي البصرة وقرأ بها كثيرا من الحديث والفقه والنحو وكتب بها من الحديث والفقه اللغة ما شاء الله أن يكتب في ذلك الوقت ولازم في البصرة عالما من علمائها الإجلاء وهو الشيخ محمد المجموعي البصري

وأخذ الشيخ مدة إقامته في البصرة يدعو إلي توحيد الله جل وعلا ونبذ الإشراك وهجر البدع وأخذ يصرح بذلك ويظهره لكثير من جلسائه بالبصرة قائلا لهم: إن العبادة كلها ولا يجوز صرف شيء منها لسواه وقد استحسن شيخه المجموعي ذلك فأخذ الشيخ محمد يقرر له توحيد العبادة ويوضح له معني لا إله الله فقبل منه شيخه وانتفع به

 غير أن أعداء التوحيد وأنصار البدع والتقليد من علماء السوء وأحبار الضلال سعوا فيه عند ملأ البصرة وأعيانها فأخرجوه منها وقت الهاجرة في يوم صائف شديد الحر

 فخرج  رحمه الله  ماشيا على قدميه فلما توسط الدرب بين البصرة والزبير أدركه العطش وأشرف من شدة الظمأ ولهيب الحر على الهلاك والموت

فوافاه رجل يقال له أبا حميدان من أهل يلده الزبير وكان معه حمار فرأى على الشيخ الهيبة والوقار (زاد الآلوسي: وفهم أنه من أهل العلم) ورآه مشرفا على الهلاك فسقاه ماء وحمله على حماره حتى أوصله بلدة الزبير هـ

قلت: انظروا كيف جعل الله هذا الرجل العامي بما فيه من الخير ومحبة أهل العلم - سببا لاستمرار الدعوة التي أنقذ الله بها قلوب الملايين وأحياها بالتوحيد والسنة

فكم من فضل وثواب قد تحصل عليه إذا ساعدت عالما يحيي الشرع والدين والعقيدة وأنت لا تدري ولم تتفكر بذلك


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2014 © مدونة أبي موسى الروسي